ما ينبغي أن يعرفه ويراعيه الأهل أو الأصدقاء أو الجيران أو المعارف أو المعنيون
إذا كنت تشك أو كانت لديك معرفة مؤكدة بأن شخصا من محيطك الاجتماعي عايش جريمة أو يعايشها باستمرار، فذلك مبدئيا أمر مثير للذعر عند الكثير من الناس، أن يجدوا أن ما يقرؤونه في الصحيفة أو يرونه أو يسمعونه في التلفاز أو في الإنترنت، قد أصبح فجأة يحدث في محيطهم المباشر، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى نشأة مشاعر مختلفة لديهم، لم يكونوا يعرفونها من قبل، والتي ربما لم يكونوا يريدون أن تنتابهم، ومن قبيل ذلك الشعور بالخوف والغضب والعجز، يراودهم التفكير في الانتقام، علاوة على اليأس، والطبيعي أن تنتابك مثل هذه المشاعر، إلا أنه من مصلحتك الشخصية، ومن مصلحة الأشخاص الذين من حولك، الذين تعرضوا للجريمة، أن تناقش معهم هذه المشاعر، لأنك إن لم تفعل ذلك، فقد تثقل مشاعرك تجاه الشخص المعني بأعباء نفسية إضافية.
ولست مضطرا لأن تناقش ما مررت به ومشاعرك بمفردك، بل يمكنك أن تبوح بذلك لأصدقائك من غير الذين يمسهم الأمر، علاوة على ذلك فهناك الكثير من الجهات والمؤسسات، التي تستطيع أن تبحث عنها في قائمة مؤسسات تقديم الدعم، وكذلك بإمكانك البحث عن أشخاص مختصين، للتحدث معهم واستشارتهم في وضعك ووضع الشخص المعني في محيطك، وما يتسنى لك القيام به في المرحلة التالية.
إذا علمت أن شخصا في محيطك تعرض أو مازال يتعرض لجريمة مثل العنف الأسري أو المطاردة أو جرائم جنسية، فإن ذلك غالبا ما يثير مشاعر بالقلق. ويتعلق ذلك بداية بمسألة ما إذا كان ينبغي عليك تصديق ما نما إلى علمك، إلا أنه ليست هناك إجابة شافية وواضحة بهذا الشأن، لكنه قد يكون من المفيد لسلوكك حيال ذلك، أن تعتبر أن ما علمته يطاق الحقيقة، وعندها تستطيع أن تفكر فيما تريد أن تفعله تجاه ما عرفته من معلومات، وما إذا كان الشخص المعني القريب منك يتوقع الاستعداد للتحدث معه عن ذلك، أو أن تقدم له غير ذلك من المساعدات، وما إذا كان في حاجة إلى مساعدة، ولست مضطرا لأن تفكر في هذه الأمور بمفردك، بل يمكنك البحث عن الاستشارة والمساعدة لدى مؤسسات تقديم الدعم، التي تجد أسماءها في قائمة مؤسسات تقديم الدعم. وتبعا للعلاقة التي تربطك بالشخص المعني، يمكن أن يطرأ المزيد من الأسئلة، لأنه لو كان قد أبلغك المعلومات بصورة سرية، فإن ذلك يؤدي إلى فرض قيود عليك في نقل ذلك إلى طرف ثالث، علاوة على ذلك فإن معرفتك بالشخص أو الأشخاص المتهمين بالاعتداء عليه، قد تجعلك في حيرة من أمرك، بل وربما شعرت بالتهديد، وليس هناك إجابة شافية وواضحة حول كيفية التعامل مع هذا الأمر، ويستلزم بحث هذه الأمور بعناية ومناقشتها، وقد يستوجب ذلك إشراك الشخص المعني، وينصح هنا أن تتوجه إلى أهل الخبرة، وتسأل عن نصائح في هذا الصدد.
تنبيه1:
إذا توصلت بناء على ما لديك من معلومات إلى أن الشخص المعنيّ في محيطك قد عايش جريمة جسيمة، وكان هناك احتمال بوقوع المزيد من الجرائم ضده، فإنه ينبغي عليك أن تقوم بإبلاغ الشرطة -حتى ولو كان ذلك بدون موافقته المعني-.
تنبيه2:
بغض النظر عن موقفك من الشخص المعنيّ، ربما يتوجب عليك أن تدلي بأقوالك حول ما تعرفه، باعتبارك شاهدا أثناء إجراءات التحقيقات، ويمكنك الحصول على المزيد من المعلومات عن الإدلاء بالشهادة في باب (الحقوق/الإجراءات الجنائية#إجراءات التحقيقات).